الصفحة الرئيسية  أخبار عالميّة

أخبار عالميّة مصدر أمني جزائري ينفي مقتل الإرهابي مختار بلمختار

نشر في  15 جوان 2015  (22:10)

نفى مصدر أمني جزائري، مقتل القيادي في تنظيم القاعدة مختار بلمختار، وذلك عقب إعلان البنتاغون الأمريكي عن استهدافه في قصف في ليبيا وتأكيد حكومة طبرق نبأ القضاء عليه. وذكر المصدر في اتصال بـ”البلاد” أن ”المعطيات الميدانية التي وصلت أجهزة الأمن الجزائرية حول تفاصيل الغارة الأمريكية تشير إلى مقتل ستة ليبيين وإصابة عنصرين إرهابيين من جنسية تونسية ويمنية في غارة جوية استهدفت اجتماعا بمدينة أجدابيا بالشرق الليبي، كان يحضره مختار بلمختار قائد كتيبة ”الموقعون بالدم” التي تحوّلت لتنظيم ”المرابطون” القريب من تنظيم القاعدة.

وتابع المصدر أن ”القصف المتواصل الذي استهدف اجتماعا رفيعا في أحد المزارع أسفر عن سقوط ستة ليبيين وكلهم من كبار مقربي بلمختار في التنظيم الإرهابي، فيما أصيب تونسي يلقب بـ"المزهودي” ويمني يدعى ”أبو ليث” بجروح وشخص ثالث لم تحدد جنسيته ويرجّح أن يكون من موريتانيا”.

وتابع المصدر في حديثه لـ”البلاد” أن ”تواتر المعلومات من موقع الحدث يفيد بأن مجموعة مسلحة على الأرض تابعة لشخصية محسوبة على الجماعات الموصوفة بالتشدد، وقريبة من بعض الشخصيات القبلية النافذة بالمدينة هي من تكفلت بإسعاف الجرحى وتحويلهم إلى المستشفى”، وفي هذه الأثناء -يضيف المصدر- تنقل نشطاء من جماعة ”أنصار الشريعة” الإرهابي المنضوية تحت لواء تنظيم القاعدة مباشرة نحو مستشفى محمد المقريف بالمدينة لاسترجاع الجريحين، مما أدى إلى اشتباك جديد سقط فيه قتلى من الطرفين ”واحد من أنصار الشريعة، وسبعة من القوة القبلية الليبية”.

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أصدرت ليلة الأحد بيانا مقتضبا تحفظت فيه على نتائج العملية مكتفية بالقول إنها نفّذت غارات جوية استهدفت شخصية كبيرة مقربة من تنظيم القاعدة دون أن تتحدث عن مصير بلمختار.

وفي الغضون، سارعت حكومة طبرق المعترف بها دوليا للإعلان في بيان رسمي عن مقتل القيادي السابق بتنظيم القاعدة وأمير جماعة ”المرابطون” مختار بلمختار، في عملية أمريكية على مدينة أجدابيا، معلنة في ذات الوقت تأييدها للعملية التي قالت إنها ”جزء من الدعم الدولي الذي طالما طالبت به الحكومة الليبية المؤقتة لمحاربة الإرهاب الذي بات يشكل هاجساً خطيراً على الوضع الإقليمي والدولي”.

ويعتبر متتبعون للشأن الليبي أن الطريقة التي أعلنت بها الولايات المتحدة وحكومة طبرق عن العملية تختلف عن طريقتها في التعامل مع عمليتين مشابهتين على الأقل، هما عملية اعتقال نزيه الرقيعي ”أبو أنس الليبي” من طرابلس سنة 2013، وأحمد أبو ختالة من بنغازي سنة 2014، فقد أعلنت الولايات المتحدة بعد كلا العمليتين أنها اعتقلت مطلوبا لديها، في حين اعتبرت الحكومة حينها العمليتين اختطافا لمواطن ليبي.

وتدعو هذه الطريقة في الإعلان مراقبين إلى الاعتقاد بأن الحكومة الليبية التي تحكم طبرق لا تعاني من حرج في التعاون ضد محاربة الإرهاب من جهة، كما أنها محرجة لكون الشخصية ليست ليبية. فيما لا يخفي ملاحظون شكهم في ذات الوقت بأن تكون الولايات المتحدة تخوفت من الوقوع في الخطأ الذي وقع فيه الإليزيه عندما أعلن مقتل بلمختار بناء على معلومات تشادية سنة 2013 ليظهر بلمختار مفندا المعلومات التي قرأها الرئيس الفرنسي على وسائل الإعلام بنفسه، بعد أشهر.

وبتضارب الأنباء حول مقتل القيادي في ”القاعدة” مختار بلمختار من عدمه، يظل اسم ”بلعور” أبرز الأهداف العسكرية لطيران الجيش الأمريكي والحكومة الليبية ومصالح الاستخبارات وقوات الجيش الجزائرية والتونسية. ومعروف عن بلمختار أنه أخطر إرهابي في منطقة الساحل التي ظل يتنقل بينها و«يؤطر” عمليات تهريب السلاح والمخدرات وتنقلات الإرهابيين.

وكان الجيش التشادي قد أعلن مطلع مارس 2013، عن مصرع الإرهابي بلمختار و28 من عناصره المقربين، في جبال إيفوغاس بمنطقة وادي اميتيتاي شمالي مالي الحدودية مع الجزائر، وفور ذلك فندت جماعة ”الموقعون بالدماء” التي حوّلت تسميتها فيما بعد لجماعة ”المرابطون” مقتل زعيمها.

وتلاحق أجهزة الأمن الجزائرية، بلمختار المتورط في أعمال إرهابية عديدة وسبق لهذا الإرهابي أن تورط في الهجوم على المنشأة الغازية بتينڤنتورين جنوبي الجزائر وأسفرت الحادثة عن مقتل حوالي 38 عاملا أجنبيا بعد احتجازهم في المنشأة النفطية بعين أميناس في ولاية إليزي.